الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 1104 ] إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هذه الجملة السامية تفيد تمام إحاطة الله تعالى في علمه ، فهو سبحانه وتعالى يتجلى له كل شيء ، ولو كان خافيا عن الناس أو من شأنه الخفاء ; ولذلك جاء التعبير عن العلم الكامل ، ببيان نفي الخفاء عليه سبحانه ; وذلك لأن العالم المحيط قد يخفى عليه شيء ، لكن علم الله غير ذلك ، فهو علم لا خفاء معه في شيء مطلقا ; وإذا كان الله سبحانه وتعالى عليما بكل شيء لا يخفى عليه شيء فهو يعلم القلوب وما تخفيه ، وما تكنه السرائر ، وما تكنه الضمائر ، فهو يعلم البواعث على الكفر ، وأنها ليست نقصا في الدليل ، ولكنها مآرب الدنيا ، والعصبية الجنسية والمذهبية ، فليس الذين ينكرون ما جاء به محمد مخلصين في إنكارهم ، بل هي لجاجة العناد ، وجحود المستيقن . وذكر سبحانه السماء والأرض للإشارة إلى أن علمه قد وسع كل شيء ; وسع السماوات والأرض ، وليس الإنسان وما تحدثه به نفسه إلا شيئا صغيرا في هذا الملكوت العظيم ، وذلك العالم بأرضه وسمائه . وأكد نفي الخفاء بتكرار " لا " في قوله تعالى : ولا في السماء فذكرها ثانيا تأكيد لأنه لا يخفى عليه شيء .

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية