الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله ) بأن اعبدوا الله ، وقرئ بضم النون على إتباعها الباء . ( فإذا هم فريقان ) يختصمون ففاجؤوا التفرق والاختصام فآمن فريق وكفر فريق ، والواو لمجموع الفريقين .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة ) بالعقوبة فتقولون ائتنا بما تعدنا . ( قبل الحسنة ) قبل التوبة فتؤخرونها إلى نزول العقاب فإنهم كانوا يقولون إن صدق إيعاده تبنا حينئذ . ( لولا تستغفرون الله ) قبل نزوله .

                                                                                                                                                                                                                                        ( لعلكم ترحمون ) بقبولها فإنها لا تقبل حينئذ .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قالوا اطيرنا ) تشاءمنا . ( بك وبمن معك ) إذ تتابعت علينا الشدائد ، أو وقع بيننا الافتراق منذ اخترعتم دينكم . ( قال طائركم ) سببكم الذي جاء منه شركم . ( عند الله ) وهو قدره أو عملكم المكتوب عنده . ( بل أنتم قوم تفتنون ) تختبرون بتعاقب السراء والضراء ، والإضراب من بيان طائرهم الذي هو مبدأ ما يحيق بهم إلى ذكر ما هو الداعي إليه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية