الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة

فمن الحوادث فيها:

أن أهل الكرخ أغلقوا دكاكينهم يوم عاشوراء ، وأحضروا نساء فنحن على الحسين عليه السلام على ما كانوا قديما يستعملونه ، واتفق أنه حملت جنازة رجل من باب المحول إلى الكرخ ومعها الناحة ، فصلي عليها ، وناح الرجال بحجتها على الحسين ، وأنكر الخليفة على الطاهر أبي الغنائم المعمر بن عبيد الله نقيب الطالبيين تمكينه من ذلك ، فذكر أنه لم يعلم به إلا بعد فعله ، وأنه لما علم أنكره وأزاله ، فقيل له: لا تفسح بعدها في شيء من البدع التي كانت تستعمل .

واجتمع في يوم الخميس رابع عشر المحرم خلق كثير من الحربية ، والنصرية ، وشارع دار الرقيق ، وباب البصرة ، والقلائين ، ونهر طابق بعد أن أغلقوا دكاكينهم ، وقصدوا دار الخلافة وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخ ، واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة ، وتكلموا من غير تحفظ في القول ، فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم ، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة ، ونحن نغفل في هذا ما لا يقع به المراد . فانصرفوا وقبض على ابن الفاخر العلوي في آخرين ، ووكل بهم في الديوان ، [ ص: 95 ] وهرب صاحب الشرطة؛ لأنه كان أجاز لأهل الكرخ ما فعلوا ، وركب أصحاب السلطان فأرهبوا العامة ، وقد كانوا على التعرض بأهل الكرخ وإيقاع الفتنة ، ثم واصل أهل الكرخ التردد إلى الديوان ، والتنصل مما كان ، والاحتجاج بصاحب الشرطة ، وأنه أمرهم بذلك ، والسؤال في معنى المعتقلين ، فأفرج عنهم في ثامن عشر المحرم بعد أن خرج توقيع بلعن من يسب الصحابة ، ويظهر البدع .

التالي السابق


الخدمات العلمية