الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور

                                                                                                                                                                                                يرتفع الموج ويتراكب، فيعود مثل الظلل، والظلة: كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما، وقرئ: كالظلال، جمع ظلة. كقلة وقلال فمنهم مقتصد متوسط في الكفر والظلم، خفض من غلوائه، وانزجر بعض الانزجار، أو مقتصد في الإخلاص الذي كان عليه في البحر، يعني أن ذلك الإخلاص الحادث عن الخوف، لا يبقى لأحد قط، والمقتصد قليل نادر. وقيل: مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر. والختر: أشد الغدر. ومنه قولهم: إنك لا تمد لنا شبرا من غدر إلا مددنا لك باعا من ختر، قال [من الوافر]:


                                                                                                                                                                                                وإنك لو رأيت أبا عمير ملأت يديك من غدر وختر



                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية