الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أرسلنا رسلنا تترى [44]

                                                                                                                                                                                                                                        فيه ثلاثة أوجه: قرأ الكوفيون ونافع والحسن وابن محيصن (تترا) بغير تنوين، وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر والأعرج (تترا) منونة ويجوز (تترا) بكسر التاء الأولى موضعها نصب على المصدر؛ لأن معنى "ثم أرسلنا" ثم واترنا، ويجوز أن يكون موضع الحال أي مواترين. قال الأصمعي: واترت كتبي عليه أتبعت بعضها بعضا إلا أن بين كل واحد منها وبين الآخر مهلة، وقال غيره من أهل اللغة: المواترة التتابع بلا مهلة. قال أبو جعفر: من قرأ تترى بلا تنوين وجعلها فعلى [ ص: 115 ] مثل سكرى، ومن نون جعل الألف للنصب كما تقول: رأيت زيدا يا هذا، والتاء في القراءتين جميعا مبدلة من واو كما يقال: تالله ووالله. وهو من واترت واشتقاقه من الوتر والوتر. وجعلناهم أحاديث يتحدث بخبرهم ويتعجب منه ويعتبر به فبعدا مصدر أي أبعدهم الله جل وعز من ثواب الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية