الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 474 ] قوله تعالى: فما لكم في المنافقين فئتين الآية: (88) .

هؤلاء كانوا أسلموا بمكة ولم يهاجروا، وكانوا يعينون المشركين على المسلمين تقية وتحببا إليهم.

قال الله تعالى: فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله .

يعني يسلموا ويهاجروا، لأن الهجرة تتبع الإسلام، وهو كقوله تعالى: ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وكل ذلك كان حالة كانت الهجرة فرضا.

وقال عليه السلام: "أنا بريء من كل مسلم أقام بين أظهر المشركين وأنا بريء من كل مسلم مع مشرك، قيل: لم يا رسول الله؟ قال: لأبرأ آثارهما".

ثم نسخ فرض الهجرة.

وروى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: "لا هجرة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا".

وقال عليه السلام: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، [ ص: 475 ] والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".

التالي السابق


الخدمات العلمية