الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم رجع إلى مواجهته بما يحقر أمره؛ فإن المواجهة بالتحقير أنكأ؛ مصرحا بنتيجة ذلك؛ وهي أنه غير قادر إلا بإذنه - سبحانه -؛ وممنوع عنه ما لم يقدره له؛ دفعا لما قد يوهمه ما مضى [ ص: 471 ] من أنه يؤثر شيئا استقلالا؛ فقال (تعالى): إن ؛ أي: اجهد جهدك؛ لأن أهل الشهوات سلطتك عليهم؛ زيادة في شقائك؛ بما أردته منهم قبل خلقك؛ وخلقهم؛ لا تقدر أن تتعدى شيئا منه إلى خالصتي؛ ومن ارتضيته لعبادتي؛ إن عبادي ؛ الذين أهلتهم للإضافة إلي؛ فقاموا بحق عبوديتي؛ بالتقوى والإحسان؛ ليس لك ؛ أي: بوجه من الوجوه؛ عليهم سلطان ؛ أي: فلا تقدر أن تغويهم؛ وتحملهم على ذنب لا يغفر؛ فإني وفقتهم للتوكل علي؛ فكفيتهم أمرك؛ وكفى بربك ؛ أي: الموجد لك؛ المدبر لأمرك؛ وكيلا ؛ يحفظ ما هو وكيل فيه؛ من كل ما يمكن أن يفسده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية