الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 215 ] باب ما يصنع إذا اجتمع الداعيان 2754 - ( عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابا ، فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا ، فإذا سبق أحدهما فأجب الذي سبق . رواه أحمد وأبو داود ) .

                                                                                                                                            2755 - ( وعن عائشة : { أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ فقال : إلى أقربهما منك بابا } رواه أحمد والبخاري ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث الأول في إسناده أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن المعروف بالدالاني ، وقد وثقه أبو حاتم الرازي . وقال الإمام أحمد : لا بأس به . وقال ابن معين : ليس به بأس . وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به . وقال ابن عدي : في حديثه لين إلا أنه يكتب حديثه . وحكي عن شريك أنه قال : كان مرجئا . وقال في التلخيص : إن إسناد هذا الحديث ضعيف . ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من رواية حميد بن عبد الرحمن عن أبيه به . وقد جعل الحافظ حديث عائشة المذكور شاهدا للحديث الأول . ووجه الثاني أن إيثار الأقرب بالهدية يدل على أنه أحق من الأبعد في الإحسان إليه فيكون أحق منه بإجابة دعوته مع اجتماعهما في وقت واحد ، فإن تقدم أحدهما كان أولى بالإجابة من الآخر ، سواء كان السابق هو الأقرب أو الأبعد ، فالقرب وإن كان سببا للإيثار ولكنه لا يعتبر إلا مع عدم السبق ، فإن وجد السبق فلا اعتبار بالقرب ، فإن وقع الاستواء في قرب الدار وبعدها مع الاجتماع في الدعوة ، فقال الإمام يحيى : يقرع بينهما .

                                                                                                                                            وقد قيل : إن من مرجحات الإجابة لأحد الداعيين كونه رحما أو من أهل العلم أو الورع أو القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية