الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أفمن وعدناه وعدا حسنا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد في قوله : أفمن وعدناه الآية . قال : نزلت في حمزة وأبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال : حمزة بن عبد المطلب، كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال : أبو جهل بن هشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال : هو المؤمن، سمع كتاب الله فصدق به، وآمن بما وعد فيه من الخير؛ الجنة، كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال : هو [ ص: 497 ] الكافر، ليس كالمؤمن، ثم هو يوم القيامة من المحضرين قال : من المحضرين في عذاب الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، عن مسروق، أنه قرأ هذه الآية : (أفمن وعدناه منا نعمة فهو لاقيها) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : من المحضرين قال : أهل النار أحضروها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في "تاريخه" عن عطاء بن السائب قال : كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد، فقدم قدمة فلم يلقه، فقالت له امرأته : إن أخاك قرأ : أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه فشغل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : من استطاع منكم أن يضع كنزه حيث لا يأكله السوس، ولا يناله السرق، فليفعل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 498 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال : مكتوب في التوراة : ابن آدم، ضع كنزك عندي، فلا غرق ولا حرق، أدفعه إليك أفقر ما تكون إليه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يقول الله عز وجل : يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني . فيقول : رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ويقول : يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني . فيقول : أي رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول تبارك وتعالى : أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟ قال : ويقول : يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني . فيقول : أي رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد" عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا، وأعطش ما كانوا، وأعرى ما كانوا، فمن أطعم لله عز وجل أطعمه الله، ومن كسا لله عز وجل [ ص: 499 ] كساه الله، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله، ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه أقدر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية