الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر أنه الوكيل؛ الذي لا كافي غيره في حفظه؛ لاختصاصه بشمول علمه؛ وتمام قدرته؛ أتبعه بعض أفعاله الدالة على ذلك؛ فقال (تعالى) - عودا إلى دلائل التوحيد؛ الذي هو المقصود الأعظم بأحوال البحر الذي يخلصون فيه؛ في أسلوب الخطاب؛ استعطافا لهم إلى المتاب -: ربكم ؛ أي: المحسن إليكم؛ هو الذي يزجي ؛ أي: يسوق؛ ويدفع؛ وينفذ؛ لكم ؛ أي: لمنفعتكم؛ الفلك ؛ التي حملكم فيها مع أبيكم نوح - عليه السلام -؛ في البحر لتبتغوا ؛ أي: تطلبوا طلبا عظيما بذلك أنواع المنافع التي يتعذر؛ أو يتعسر الوصول إليها في البر؛ من فضله ؛ ثم علل فعله [ ص: 472 ] ذلك؛ بقوله (تعالى): إنه ؛ أي: فعل ذلك لكم؛ لأنه كان ؛ أي: أزلا؛ وأبدا؛ بكم ؛ أي: أيها المؤمنون خاصة؛ رحيما ؛ أي: مكرما بالتوفيق إلى فعل ما يرضيه؛ في المتجر؛ وغيره؛ لا لشيء غير ذلك؛ أو يكون ذلك خطابا لجميع النوع؛ فيكون المعنى: خصكم به من بين الحيوانات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية