الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله : وأنا اخترتك : قرأ حمزة في آخرين "وأنا اخترناك" بفتح الهمزة بضمير المتكلم المعظم نفسه. وقرأ السلمي والأعمش وابن هرمز كذلك، إلا أنهم كسروا الهمزة. والباقون "وأنا اخترتك" بضمير المتكلم وحده. وقرأ أبي "وأني اخترتك" بفتح الهمزة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 18 ] فأما قراءة حمزة فعطف على قوله "إني أنا ربك"، وذلك أنه بفتح الهمزة هناك، ففعل ذلك لما عطف غيرها عليها. ومن كسرها فلأنه يقرأ "إني أنا ربك" بالكسر. وقراءة أبي كقراءة حمزة بالنسبة للعطف. وجوز أبو البقاء أن يكون الفتح على تقدير: ولأنا اخترناك فاستمع، فعلقه باستمع. والأول أولى. ومفعول "اخترتك" الثاني محذوف أي: اخترتك من قومك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله "لما يوحى" الظاهر تعلقه بـ "استمع". ويجوز أن تكون اللام مزيدة في المفعول على حد قوله تعالى: "ردف لكم". وجوز الزمخشري وغيره أن تكون المسألة من باب التنازع بين "اخترتك" وبين "استمع" كأنه قيل: اخترتك لما يوحى فاستمع لما يوحى. قال الزمخشري: "فعلق اللام بـ "استمع" أو بـ "اخترتك".

                                                                                                                                                                                                                                      وقد رد الشيخ هذا بأن قال: "ولا يجوز التعليق بـ "اخترتك" لأنه من باب الإعمال، يجب - أو يختار- إعادة الضمير مع الثاني فكان يكون: فاستمع له لما يوحى، فدل على أنه من باب إعمال الثاني". قلت: الزمخشري عنى التعليق المعنوي من حيث الصلاحية، وأما تقدير الصناعة فلم يعنه.

                                                                                                                                                                                                                                      و "ما" يجوز أن تكون مصدرية، وبمعنى الذي أي: فاستمع للوحي أو للذي يوحى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية