الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ع ف ا : ( العفاء ) بالفتح والمد التراب . قال صفوان بن محرز : إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء . و ( عفو ) المال ما يفضل عن النفقة . قلت : ومنه قوله تعالى : " ويسألونك ما ينفقون قل العفو " . قلت : وأما قوله تعالى : خذ العفو أي خذ الميسور من أخلاق الرجال ولا تستقص عليهم . قال ويقال : أعطاه عفو ماله يعني أعطاه بغير مسألة ، ويقال : ( أعفني ) من الخروج معك أي دعني منه . و ( استعفاه ) من الخروج معه أي سأله ( الإعفاء ) . و ( عافاه ) الله و ( أعفاه ) بمعنى والاسم ( العافية ) وهي دفاع الله عن العبد . وتوضع موضع المصدر يقال : ( عافاه ) الله عافية . و ( عفا ) المنزل درس و ( عفته ) الريح يتعدى ويلزم وبابهما عدا . وعفته الريح أيضا شدد للمبالغة . و ( تعفى ) المنزل مثل عفا . و ( عفا ) عن ذنبه أي تركه ولم يعاقبه وبابه عدا . و ( العفو ) على فعول الكثير العفو . و ( عفا ) الشعر والنبت وغيرهما كثر وبابه سما ومنه قوله تعالى : حتى عفوا أي كثروا . و ( عفاه ) غيره بالتخفيف و ( أعفاه ) إذا كثره . وفي الحديث : " أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى " و ( عفاه ) من باب عدا ، و ( اعتفاه ) أيضا إذا أتاه يطلب معروفه . و ( العفاة ) طلاب المعروف الواحد ( عاف ) .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية