الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون

                                                                                                                                                                                                ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل للجنس والضمير في "لقائه " له . ومعناه : إنا آتينا موسى عليه السلام مثل ما آتيناك من الكتاب ، ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحي ، فلا تكن في شك من أنك لقيت مثله ولقيت نظيره كقوله تعالى : فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك [يونس : 94 ] ونحو قوله : من لقائه قوله : وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم وقوله : ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا [الإسراء : 13 ] . وجعلنا الكتاب المنزل على موسى عليه السلام "هدى " لقومه وجعلنا منهم أئمة يهدون الناس ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه ، لصبرهم وإيقانهم بالآيات . وكذلك لنجعلن الكتاب المنزل إليك هدى ونورا ، ولنجعلن من أمتك أئمة يهدون مثل تلك الهداية لما صبروا عليه من نصرة الدين وثبتوا عليه من اليقين . وقيل : من لقائك موسى عليه السلام ليلة الإسراء أو يوم القيامة وقيل : من لقاء موسى عليه السلام الكتاب ، أي : من [ ص: 39 ] تلقيه له بالرضا والقبول . وقرئ : (لما صبروا ) ، (ولما صبروا ) ، أي لصبرهم . وعن الحسن -رضي الله عنه - : صبروا عن الدنيا . وقيل : إنما جعل الله التوراة هدى لبني إسرائيل خاصة ، ولم يتعبد بما فيها ولد إسماعيل عليه السلام يفصل بينهم يقضي ، فيميز المحق في دينه من المبطل .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية