الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والأغراض التي ذكرت في هذه السور هي : الإنذار بالبعث ، وتحقيق وقوعه ، وإنه لتحقق وقوعه كان قريبا .

وإقامة الحجة عليه بخلق السماوات والأرض عن عدم وخلق الموجودات من ماء .

[ ص: 7 ] والتحذير من التكذيب بكتاب الله تعالى ورسوله .

والتذكير بأن هذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا كأمثاله من الرسل وما جاء إلا بمثل ما جاء به الرسل من قبله .

وذكر كثير من أخبار الرسل - عليهم السلام .

والتنويه بشأن القرآن ، وأنه نعمة من الله على المخاطبين ، وشأن رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - وأنه رحمة للعالمين .

والتذكير بما أصاب الأمم السالفة من جراء تكذيبهم رسلهم ، وأن وعد الله للذين كذبوا واقع ، ولا يغرهم تأخيره فهو جاء لا محالة .

وحذرهم من أن يغتروا بتأخيره كما اغتر الذين من قبلهم حتى أصابهم بغتة ، وذكر من أشراط الساعة فتح ياجوج وماجوج .

وذكرهم بما في خلق السماوات والأرض من الدلالة على الخالق .

ومن الإيماء إلى أن وراء هذه الحياة حياة أخرى أتقن وأحكم ؛ لتجزى كل نفس بما كسبت وينتصر الحق على الباطل .

ثم ما في ذلك الخلق من الدلائل على وحدانية الخالق ؛ إذ لا يستقيم هذا النظام بتعدد الآلهة .

وتنزيه الله تعالى عن الشركاء وعن الأولاد ، والاستدلال على وحدانية الله تعالى .

وما يكرهه على فعل ما لا يريد .

وأن جميع المخلوقات صائرون إلى الفناء .

[ ص: 8 ] وأعقب ذلك بتذكيرهم بالنعمة الكبرى عليهم ، وهي نعمة الحفظ .

ثم عطف الكلام إلى ذكر الرسل والأنبياء .

وتنظير أحوالهم وأحوال أممهم بأحوال محمد - صلى الله عليه وسلم - وأحوال قومه .

وكيف نصر الله الرسل على أقوامهم واستجاب دعواتهم .

وأن الرسل كلهم جاءوا بدين الله وهو دين واحد في أصوله ، قطعه الضالون قطعا .

وأثنى على الرسل وعلى من آمنوا بهم .

وأن العاقبة للمؤمنين في خير الدنيا وخير الآخرة ، وأن الله سيحكم بين الفريقين بالحق ، ويعين رسله على تبليغ شرعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية