الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ( 87 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله تعالى ذكره : ( وإن كان طائفة منكم ) ، وإن كانت جماعة منكم وفرقة ( آمنوا ) ، يقول : صدقوا بالذي أرسلت به من إخلاص العبادة لله ، وترك معاصيه ، وظلم الناس ، وبخسهم في المكاييل والموازين ، فاتبعوني على ذلك ( وطائفة لم يؤمنوا ) ، يقول : وجماعة أخرى لم يصدقوا بذلك ، ولم يتبعوني عليه ( فاصبروا حتى يحكم الله بيننا ) ، يقول : فاحتبسوا على قضاء [ ص: 561 ] الله الفاصل بيننا وبينكم ( وهو خير الحاكمين ) ، يقول : والله خير من يفصل وأعدل من يقضي ، لأنه لا يقع في حكمه ميل إلى أحد ، ولا محاباة لأحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية