الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (21) قوله : سيرتها : في نصبها أوجه، أحدها: أن تكون منصوبة على الظرف أي: في سيرتها أي: طريقتها. الثاني: أنها منصوبة على أنها بدل من ها "سنعيدها" بدل اشتمال; لأن السيرة الصفة أي: سنعيدها صفتها وشكلها. الثالث: أنها منصوبة على إسقاط الخافض أي: إلى سيرتها. قال الزمخشري: "ويجوز أن يكون مفعولا، من عاده أي: عاد إليه، فيتعدى لمفعولين، ومنه بيت زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      3285 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وعادك أن تلاقيها العداء



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 27 ] وهذا هو معنى قول من قال: إنه على إسقاط إلى، وكان قد جوز أن يكون ظرفا كما تقدم. إلا أن الشيخ رده بأنه ظرف مختص، ولا يصل إليه الفعل إلا بوساطة "في" إلا فيما شذ.

                                                                                                                                                                                                                                      والسيرة: فعلة تدل على الهيئة من السير كالركبة من الركوب، ثم اتسع فعبر بها عن المذهب والطريقة. قال خالد الهذلي:


                                                                                                                                                                                                                                      3286 - فلا تغضبن من سيرة أنت سرتها     فأول راض سيرة من يسيرها



                                                                                                                                                                                                                                      وجوز أيضا أن ينتصب بفعل مضمر أي: يسير سيرتها الأولى، وتكون هذه الجملة المقدرة في محل نصب على الحال أي: سنعيدها سائرة سيرتها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية