الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (22) قوله : واضمم : لا بد هنا من حذف، والتقدير: واضمم يدك تنضم، وأخرجها تخرج، فحذف من الأول والثاني، وأبقى مقابليهما ليدلا على ذلك إيجازا واختصارا، وإنما احتيج إلى هذا لأنه لا يترتب على مجرد الضم الخروج.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بيضاء" حال من فاعل "تخرج".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من غير سوء" يجوز أن يكون متعلقا بـ " تخرج " ، وأن تكون متعلقة بـ "بيضاء" لما فيها من معنى الفعل نحو: ابيضت من غير سوء. ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف على أنها حال من الضمير في "بيضاء". وقوله: "من غير سوء" يسمى عند أهل البيان "الاحتراس" وهو: أن يؤتى بشيء يرفع توهم [ ص: 28 ] من يتوهم غير المراد; وذلك أن البياض قد يراد به البرص والبهق، فأتى بقوله: "من غير سوء" نفيا لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "آية" فيها أوجه، أحدها: أن تكون حالا أعني أنها بدل من "بيضاء" الواقعة حالا. الثاني: أنها حال من الضمير في "بيضاء". الثالث: أنها حال من الضمير في الجار والمجرور. الرابع: أنها منصوبة بفعل محذوف. فقدره أبو البقاء: جعلناها آية، أو آتيناك آية. وقدره الزمخشري: خذ آية، وقدر أيضا: دنوك آية. ورد الشيخ هذا: بأن ذلك من باب الإغراء. ولا يجوز إضمار الظروف في الإغراء. قال: لأن العامل حذف، وناب هذا منابه فلا يجوز أن يحذف النائب أيضا. وأيضا فإن أحكامها تخالف العامل الصريح، فلا يجوز إضمارها، وإن جاز إضمار الأفعال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية