الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : كل شيء هالك إلا وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : لما نزلت : كل من عليها فان [الرحمن : 26] . قالت الملائكة : هلك أهل الأرض . فلما نزلت : كل نفس ذائقة الموت [آل عمران : 18، العنكبوت : 57] . قالت الملائكة : هلك أهل السماء وأهل الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت : كل نفس ذائقة الموت . [ ص: 525 ] قيل : يا رسول الله، فما بال الملائكة؟ فنزلت : كل شيء هالك إلا وجهه فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والإنس وسائر عالم الله وبريته من الطير والوحش والسباع والأنعام وكل ذي روح، أنه هالك ميت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل : كل شيء هالك إلا وجهه يعني الحيوان خاصة من أهل السماوات والملائكة ومن في الأرض، وجميع الحيوان، ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك، ولا تهلك الجنة والنار وما فيهما، ولا العرش ولا الكرسي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس : كل شيء هالك إلا وجهه إلا ما أريد به وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد : كل شيء هالك إلا وجهه قال : إلا ما أريد به وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان"، عن سفيان قال : كل شيء هالك إلا وجهه قال : إلا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر" عن ابن عمر ، أنه كان إذا أراد أن [ ص: 526 ] يتعاهد قلبه، يأتي الخربة فيقف على بابها، فينادي بصوت حزين : أين أهلك؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول : كل شيء هالك إلا وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في "الزهد"، عن ثابت قال : لما مات موسى بن عمران عليه السلام، جالت الملائكة في السماوات، يقولون : مات موسى، فأي نفس لا تموت!

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية