الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا هذه الجملة الاسمية مفصولة في البيان عن السابقة; لأنها في مقام التعليل؛ والتعليل بين جملتين من أسباب الفصل البياني بينهما؛ وإلا فهما منفصلتان في المعنى؛ إذ العلة متصلة بالمعلول؛ إنهم إن يظهروا عليكم أي يطلعوا عليكم مستظهرين عليكم؛ مستعلين بما معهم من قوة الحاكم الغاشم؛ وجند؛ وغيرهم؛ [ ص: 4510 ] يرجموكم أي يقتلوكم بالحجارة؛ وهي أشد أنواع القتل؛ وأقساها؛ أو يعيدوكم في ملتهم في وثنيتهم؛ و "أو "؛ هنا؛ في معنى "إلا "؛ أي: يرجموكم؛ ولن ينجيكم من الرجم إلا أن تعودوا طوعا أو كرها إلى الوثنية التي فررتم منها؛ فرار السليم من الجرب؛ وفي هذه الحال تكون الخسارة الدائمة إلى يوم القيامة؛ وقد قالوا في ذلك: ولن تفلحوا إذا أبدا و "لن "؛ للنفي المؤكد؛ ويقول الزمخشري : للنفي المؤبد؛ ومهما يكن معنى "لن "؛ فإن النفي مؤبد بقوله (تعالى): "أبدا "؛ وفي التعبير بـ "إذا "؛ أي أن عدم الفوز سبب عن عودتكم في ملتهم؛ فهو حرمان اقترن به سببه؛ بعثهم الله (تعالى) بأن أيقظهم منه؛ كما يبعث الموتى؛ وإن لم يموتوا؛ وقد تعرفوا العصر الذي بعثوا فيه.

                                                          أعثر الله عليهم.. وعددهم

                                                          قال الله (تعالى):

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية