الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومن الناس من يقول آمنا بالله الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله إلى قوله : وليعلمن المنافقين قال : أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو أموالهم، افتتنوا فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية . قال : كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا، فلحقهم أبو سفيان، فرد بعضهم إلى مكة فعذبهم، فافتتنوا، فأنزل الله فيهم هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله : فإذا أوذي في الله قال : إذا أصابه بلاء في الله عدل عذاب الناس بعذاب الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : جعل فتنة الناس الآية . قال : يرتد عن دين الله إذا أوذي في الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 533 ] وأخرج أحمد ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه، وابن ماجه ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، وأبو نعيم ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والضياء ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما وارى إبط بلال» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية . قال : ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الكفر والشرك؛ مخافة من يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة : ومن الناس من يقول آمنا بالله إلى قوله : وليعلمن المنافقين قال : هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة ، وهذه الآيات العشر مدنية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية