الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 12 ] القول في تأويل قوله ( ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملإه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ( 103 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ثم بعثنا من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب موسى بن عمران .

و"الهاء والميم" اللتان في قوله : "من بعدهم" ، هي كناية ذكر الأنبياء عليهم السلام التي ذكرت من أول هذه السورة إلى هذا الموضع .

"بآياتنا" يقول : بحججنا وأدلتنا "إلى فرعون وملئه" ، يعني : إلى جماعة فرعون من الرجال " فظلموا بها " ، يقول : فكفروا بها . و"الهاء والألف" اللتان في قوله : "بها" عائدتان على "الآيات" . ومعنى ذلك : فظلموا بآياتنا التي بعثنا بها موسى إليهم وإنما جاز أن يقال : " فظلموا بها ، " بمعنى : كفروا بها ، لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه . وقد دللت فيما مضى على أن ذلك معناه ، بما أغنى عن إعادته .

والكفر بآيات الله ، وضع لها في غير موضعها ، وصرف لها إلى غير وجهها الذي عنيت به " فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " ، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فانظر يا محمد ، بعين قلبك ، كيف كان عاقبة [ ص: 13 ] هؤلاء الذين أفسدوا في الأرض؟ يعني فرعون وملأه ، إذ ظلموا بآيات الله التي جاءهم بها موسى عليه السلام ، وكان عاقبتهم أنهم أغرقوا جميعا في البحر .

التالي السابق


الخدمات العلمية