الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق .

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا قضيتم مناسككم ؛ عباداتكم المتعلقة بالحج؛ وفرغتم منها؛ فاذكروا الله كذكركم آباءكم ؛ أي: فأكثروا ذكره (تعالى)؛ وبالغوا في ذلك ؛ كما تفعلون بذكر آبائكم؛ ومفاخرهم؛ وأيامهم؛ وكانت العرب إذا قضوا مناسكهم وقفوا بمنى؛ بين المسجد؛ والجبل؛ فيذكرون مفاخر آبائهم؛ ومحاسن أيامهم؛ أو أشد ذكرا : إما مجرور؛ معطوف على الذكر؛ بجعله ذاكرا؛ على المجاز؛ والمعنى: فاذكروا الله ذكرا كائنا مثل ذكركم آباءكم؛ أو كذكر أشد منه؛ وأبلغ؛ أو على ما أضيف إليه؛ بمعنى: أو كذكر قوم أشد منكم ذكرا؛ أو منصوب بالعطف على "آباءكم"؛ و"ذكرا" من فعل المذكور؛ بمعنى: أو كذكركم أشد مذكور من آبائكم؛ أو بمضمر دل عليه المعنى؛ تقديره: أو كونوا أشد ذكرا لله منكم لآبائكم؛ فمن الناس : تفصيل للذاكرين إلى من لا يطلب بذكر الله (تعالى) إلا الدنيا؛ وإلى من يطلب به خير الدارين؛ والمراد به الحث على الإكثار؛ والانتظام في سلك الآخرين؛ من يقول ؛ أي: في ذكره؛ ربنا آتنا في الدنيا ؛ أي: اجعل إيتاءنا ومنحتنا في الدنيا خاصة؛ وما له في الآخرة من خلاق ؛ أي: من حظ ونصيب؛ لاقتصار همه على الدنيا؛ فهو بيان لحاله في الآخرة؛ أو: من طلب خلاق؛ فهو بيان لحاله في الدنيا؛ وتأكيد لقصر دعائه على المطالب الدنيوية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية