الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لعل

لعل : حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ، وله معان :

أشهرها : التوقع : وهو الترجي في المحبوب ، نحو : ( لعلكم تفلحون ) [ البقرة : 189 ] .

والإشفاق في المكروه : نحو : ( لعل الساعة قريب ) [ الشورى : 17 ] ، وذكر التنوخي أنها تفيد تأكيد ذلك .

الثاني : التعليل : وخرج عليه : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) [ طه : 44 ] .

الثالث : الاستفهام : وخرج عليه : ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) [ الطلاق : 1 ] ( وما يدريك لعله يزكى ) [ عبس : 3 ] . ولذا علق : تدري .

قال في " البرهان " : وحكى البغوي عن الواقدي : أن جميع ما في القرآن من ( لعل ) فإنها للتعليل ، إلا قوله : ( لعلكم تخلدون ) [ الشعراء : 129 ] ، فإنها للتشبيه ، قال : وكونها للتشبيه غريب لم يذكره النحاة ، ووقع في صحيح البخاري في قوله ( لعلكم تخلدون ) أن لعل للتشبيه ، وذكر غيره أنه للرجاء المحض ، وهو بالنسبة إليهم . ، انتهى .

قلت : أخرج ابن أبي حاتم ، من طريق السدي ، عن أبي مالك ، قال : ( لعلكم ) في القرآن بمعنى ( كي ) غير آية في الشعراء ( لعلكم تخلدون ) يعني : كأنكم تخلدون .

وأخرج عن قتادة قال : كان في بعض القراءة : ( وتتخذون مصانع كأنكم خالدون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية