الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خدد ] خدد : الخد في الوجه ، والخدان : جانبا الوجه ، وهما ما جاوز مؤخر العين إلى منتهى الشدق ; وقيل : الخد من الوجه من لدن المحجر إلى اللحي من الجانبين جميعا ومنه اشتق اسم المخدة ، بالكسر ، وهي المصدغة لأن الخد يوضع عليها ، وقيل : الخدان اللذان يكتنفان الأنف عن يمين وشمال ; قال اللحياني : هو مذكر لا غير ، والجمع خدود لا يكسر على غير ذلك ; واستعار بعض الشعراء الخد لليل فقال :


                                                          بنات وطاء على خد الليل لأم من لم يتخذهن الويل



                                                          يعني أنهن يذللن الليل ويملكنه ويتحكمن عليه ، حتى كأنهن يصرعنه فيذللن خده ويفللن حده . الأصمعي : الخدود في الغبط والهوادج جوانب الدفتين عن يمين وشمال وهي صفائح خشبها ، الواحد خد . والخد والخدة والأخدود : الحفرة تحفرها في الأرض مستطيلة . والخدة ، بالضم : الحفرة ; قال الفرزدق :


                                                          وبهن ندفع كرب كل مثوب     وترى لها خددا بكل مجال



                                                          المثوب : الذي يدعو مستغيثا مرة بعد مرة . التهذيب : الخد جعلك أخدودا في الأرض تحفره مستطيلا ; يقال : خد خدا ، والجمع أخاديد ; وأنشد :


                                                          ركبن من فلج طريقا ذا قحم     ضاحي الأخاديد إذا الليل ادلهم



                                                          أراد بالأخاديد شرك الطريق ، وكذلك أخاديد السياط في الظهر : ما شقت منه . والخد والأخدود : شقان في الأرض غامضان مستطيلان ; قال ابن دريد : وبه فسر أبو عبيد قوله تعالى : قتل أصحاب الأخدود ; وكانوا قوما يعبدون صنما ، وكان معهم قوم يعبدون الله - عز وجل - ويوحدونه ، ويكتمون إيمانهم ، فعلموا بهم فخدوا لهم أخدودا وملؤوه نارا وقذفوا بهم في تلك النار ، فتقحموها ولم يرتدوا عن دينهم ثبوتا على الإسلام ، ويقينا أنهم يصيرون إلى الجنة ، فجاء في التفسير أن آخر من ألقي في النار منهم امرأة معها صبي رضيع ، فلما رأت النار صدت بوجهها وأعرضت فقال لها : يا أمتاه قفي ولا تنافقي ! وقيل : إنه قال لها ما هي إلا غميضة فصبرت ، فألقيت في النار ، فكان النبي إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء . وقيل : كان أصحاب الأخدود خدوا في الأرض أخاديد وأوقدوا عليها النيران حتى حميت ثم عرضوا الكفر على الناس فمن امتنع ألقوه فيها حتى يحترق . والأخدود : شق في الأرض مستطيل . قال ابن سيده : والخد والخدة الأخدود ، وقد خدها يخدها خدا . وأخاديد الأرشية في البئر : تأثير جرها فيه . وخد السيل في الأرض إذا شقها بجريه . وفي حديث [ ص: 26 ] مسروق : أنهار الجنة تجري في غير أخدود أي في غير شق في الأرض . والخد : الجدول ، والجمع أخدة على غير قياس والكثير خداد وخدان . والمخدة : حديدة تخد بها الأرض أي تشق . وخد الدمع في خده : أثر . وخد الفرس الأرض بحوافره : أثر فيها . وأخاديد السياط : آثارها . وضربة أخدود أي خدت في الجلد . وخدد لحمه وتخدد : هزل ونقص ; وقيل : التخدد أن يضطرب اللحم من الهزال والتخديد من تخديد اللحم إذا ضمرت الدواب ; قال جرير يصف خيلا هزلت :


                                                          أجرى قلائدها وخدد لحمها     أن لا يذقن مع الشكائم عودا



                                                          والمتخدد : المهزول . رجل متخدد وامرأة متخددة : مهزول قليل اللحم . وقد خدد لحمه وتخدد أي تشنج . وامرأة متخددة إذا نقص جسمها وهي سمينة والخد : الجمع من الناس . ومضى خد من الناس أي قرن . ورأيت خدا من الناس أي طبقا وطائفة . وقتلهم خدا فخدا أي طبقة بعد طبقة ; قال الجعدي :


                                                          شراحيل ، إذ لا يمنعون نساءهم     وأفناهم خدا فخدا تنقلا

                                                          ويقال : تخدد القوم إذا صاروا فرقا . وخدد الطريق : شركه ، قاله أبو زيد : والمخدان : النابان ; قال :


                                                          بين مخدي قطم تقطما

                                                          وإذا شق الجمل بنابه شيئا قيل : خده ; وأنشد :


                                                          قدا بخداد وهذا شرعبا



                                                          ابن الأعرابي : أخده فخده إذا قطعه ; وأنشد :


                                                          وعض مضاغ مخد معذمه



                                                          أي قاطع . وقال : ضربة أخدود شديدة قد خدت فيه . والخداد : ميسم في الخد والبعير مخدود . والخدخود : دويبة . ابن الأعرابي : الخد الطريق . والدخ : الدخان ، جاء به بفتح الدال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية