الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3178 [ ص: 273 ] باب أول ما يقضى يوم القيامة ، في الدماء

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب المجازاة بالدماء في الآخرة ، وأنها أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 166 - 167 ج11 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، (قال : قال رسول الله صلى الله عليه ) وآله ( وسلم : "أول ما يقضى بين الناس، يوم القيامة: في الدماء" . ) ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال في المنتقى : رواه الجماعة ، إلا أبا داود. انتهى.

                                                                                                                              وفيه : تغليظ أمر الدماء ، وأنها أول ما يقضى فيه بين الناس ، يوم القيامة. وهذا لعظم أمرها ، وكثير خطرها.

                                                                                                                              (وما ) إما موصولة ، وعائد الموصول محذوف. والتقدير : أول ما يقضى فيه.

                                                                                                                              أو مصدرية. والتقدير : أول قضاء في الدماء. أو المصدر بمعنى اسم مفعول. والتقدير : أول مقضي فيه ، الدماء. وقد استدل بهذا الحديث : على أن القضاء يختص بالناس ، ولا يكون [ ص: 274 ] بين البهائم. وهو غلط. لأن مفاده : حصر الأولية في القضاء ، بين الناس. وليس فيه : نفي القضاء بين البهائم مثلا ، بعد القضاء بين الناس..

                                                                                                                              وليس هذا الحديث ، مخالفة للحديث المشهور في السنن ، عن أبي هريرة ، بلفظ : " أول ما يحاسب به العبد : صلاته" . لأن هذا ، فيما بين العبد وبين الله تعالى. وحديث الباب ، فيما بين العباد. على أن النسائي أخرجهما في حديث واحد، من طريق أبي وائل ، عن ابن مسعود رفعه بلفظ : " أول ما يحاسب العبد به : الصلاة. وأول ما يقضى بين الناس : في الدماء ".




                                                                                                                              الخدمات العلمية