الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              312 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي في "باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب".

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 85 جـ3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه ].

                                                                                                                              [ ص: 409 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 409 ] (الشرح)

                                                                                                                              "الغليان" معروف؛ وهو شدة اضطراب الماء ونحوه على النار، لشدة اتقادها. يقال: غلت القدر تغلي غليا وغليانا، وأغليتها أنا.

                                                                                                                              وفي حديث أبي سعيد الخدري يرفعه عند مسلم "إن أدنى أهل النار عذابا، ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه".

                                                                                                                              وعنده عن النعمان بن بشير مرفوعا "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة، رجل "وضع" في أخمص قدميه "جمرتان" يغلي منهما دماغه".

                                                                                                                              وفي لفظ عنه "من له نعلان وشراكان من نار، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا، وإنه لأهونهم عذابا".

                                                                                                                              "والشراك" بالكسر هو أحد سيور البعل، وهو الذي يكون على وجهها؛ وعلى ظهر القدم.

                                                                                                                              "والمرجل" بكسر الميم وفتح الجيم "قدر" معروف، سواء كان من حديد أو نحاس، أو حجارة أو خزف.

                                                                                                                              هذا هو الأصح؛ وقيل: "من النحاس خاصة"، والأول أعرف.

                                                                                                                              وفي هذه الأحاديث تصريح بتفاوت عذاب أهل النار. كما أن نعيم أهل الجنة متفاوت.

                                                                                                                              "وفيه" رد على من ذهب إلى إسلام "أبي طالب". بل مات هو على الكفر ودخل النار.




                                                                                                                              الخدمات العلمية