الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        [ ص: 4349 ]

                                                                                                                                                                                        كتاب التدليس بالعيوب

                                                                                                                                                                                        النسخ المقابل عليها

                                                                                                                                                                                        1 - (ف) نسخة فرنسا رقم (1071) [ ص: 4350 ]

                                                                                                                                                                                        [ ص: 4351 ]

                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                        وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

                                                                                                                                                                                        كتاب التدليس بالعيوب

                                                                                                                                                                                        باب في منع التدليس بالعيوب والحكم فيه إذا نزل

                                                                                                                                                                                        التدليس في العيوب غير جائز؛ لقول الله -عز وجل: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل [البقرة: 188] ، فما زاد ثمن الصحة على العيب يأكله البائع بالباطل.

                                                                                                                                                                                        ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". وفي كتاب مسلم: أنه - صلى الله عليه وسلم - مر على صبرة طعام فأدخل يده فنال أصابعه بلل فقال: "ما هذا؟ " قال: أصابته السماء يا رسول الله، فقال: "ألا جعلته على الطعام حتى يراه الناس؛ من غش فليس منا".

                                                                                                                                                                                        وقال في المتبايعين: "إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما".

                                                                                                                                                                                        فمن كتم عيبا كان للمشتري أن يرد؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: "لا تصروا الإبل [ ص: 4352 ] والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إن شاء أمسكها وإن سخطها ردها وصاعا من تمر".

                                                                                                                                                                                        وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عهدة الرقيق ثلاثة أيام" وفائدة ذلك الرد بالعيب القديم.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية