الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خدم ] خدم : الخدم : الخدام . والخادم : واحد الخدم ، غلاما كان أو جارية ; قال الشاعر يمدح قوما :


                                                          مخدمون ثقال في مجالسهم وفي الرجال إذا رافقتهم خدم



                                                          وتخدمت خادما أي اتخذت . ولا بد لمن لم يكن له خادم أن يختدم أي يخدم نفسه . وفي حديث فاطمة وعلي - عليهما السلام - : اسألي أباك خادما تقيك حر ما أنت فيه ; الخادم : واحد الخدم ، ويقع على الذكر والأنثى لإجرائه مجرى الأسماء غير المأخوذة من الأفعال كحائض وعاتق . وفي حديث عبد الرحمن : أنه طلق امرأته فمتعها بخادم سوداء أي جارية . وهذه خادمنا ، بغير هاء ، لوجوبه ، وهذه خادمتنا غدا . ابن سيده : خدمه يخدمه ويخدمه ; الكسر عن اللحياني ، خدمة ، عنه ، وخدمة ، مهنه ، وقيل : الفتح المصدر ، والكسر الاسم ، والذكر خادم ، والجمع خدام . والخدم : اسم للجمع كالعزب والروح ، والأنثى خادم وخادمة ، عربيتان فصيحتان ، وخدم نفسه يخدمها ويخدمها كذلك . وحكى اللحياني : لا بد لمن لم يكن له خادم أن يختدم أي يخدم نفسه . واستخدمه فأخدمه : استوهبه خادما فوهبه له . ويقال : اختدمت فلانا واستخدمته أي سألته أن يخدمني . وقوم مخدمون أي مخدومون ، يراد به كثرة الخدم والحشم . وأخدمت فلانا : أعطيته خادما يخدمه ، يقع الخادم على الأمة والعبد . ورجل مخدوم : له تابعة من الجن . والخدمة : السير الغليظ المحكم مثل الحلقة ، يشد في رسغ البعير ثم يشد إليها سرائح نعلها ; وأنشد ابن بري للأعشى :


                                                          وطايفن مشيا في السريح المخدم



                                                          والجمع خدم ، وفي التهذيب : خدام ، وقد خدم البعير . والخدمة : الخلخال ، وهو من ذلك لأنه ربما كان من سيور يركب فيها الذهب والفضة ، والجمع خدام ، وقد تسمى الساق خدمة حملا على الخلخال لكونها موضعه ، والجمع خدم وخدام ; قال :


                                                          كيف نومي على الفراش ولما     تشمل الشأم غارة شعواء
                                                          تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي     عن خدام العقيلة العذراء



                                                          أراد وتبدي عن خدام العقيلة ، وخدام هاهنا في نية عن خدامها ; وعدى تبدي بعن لأن فيه معنى تكشف كقوله :


                                                          تصد وتبدي عن أسيل وتتقي

                                                          أي تكشف عن أسيل أو تسفر عن أسيل . والمخدم : موضع الخدمة من البعير والمرأة ; قال طفيل :


                                                          وفي الظاعنين القلب قد ذهبت به     أسيلة مجرى الدمع ريا المخدم



                                                          والمخدم من البعير : ما فوق الكعب . غيره : والمخدم والمخدمة موضع الخدام من الساق . وفي الحديث : ( لا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء ) ، جمع خدمة يعني الخلخال ، ويجمع على خدام أيضا ; ومنه الحديث : ( كن يدلجن بالقرب على ظهورهن ويسقين أصحابه بادية خدامهن ) . وفي حديث سلمان : أنه كان على حمار وعليه سراويل وخدمتاه ; تذبذبان ; أراد بخدمتيه ساقيه لأنهما موضع الخدمتين وهما الخلخالان ، وقيل : أراد بهما مخرج الرجلين من السراويل . أبو عمرو : الخدام القيود . ويقال للقيد : مرمل ومحبس . ابن سيده : والمخدم رباط السراويل عند أسفل رجل السراويل . أبو زيد : إذا ابيضت أوظفة النعجة فهي حجلاء وخدماء ، والخدماء مثل الحجلاء : الشاة البيضاء الأوظفة أو الوظيف الواحد ، وسائرها أسود ، وقيل : هي التي في ساقها عند موضع الرسغ بياض كالخدمة في سواد أو سواد في بياض ، وكذلك الوعول مشبه بالخدم من الخلاخيل ، والاسم الخدمة ، بضم الخاء ، ويسمون موضع الخلخال مخدما ; وقول الأعشى

                                                          :

                                                          ولو أن عز الناس في رأس صخرة     ململمة تعيي الأرح المخدما
                                                          لأعطاك رب الناس مفتاح بابها     ولو لم يكن باب لأعطاك سلما



                                                          يريد وعلا ابيضت أوظفته . وفرس مخدم وأخدم : تحجيله مستدير فوق أشاعره ، وقيل : فرس مخدم جاوز البياض أرساغه أو بعضها ، وقيل : التخديم أن يقصر بياض التحجيل عن الوظيف فيستدير بأرساغ رجلي الفرس دون يديه فوق الأشاعر ، فإن كان برجل واحدة فهو أرجل ، وقد تسمى حلقة القوم خدمة . وفي حديث خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس : الحمد لله الذي فض خدمتكم ; قال : فض الله خدمتهم أي فرق جماعتهم ; الخدمة بالتحريك : سير غليظ مضفور مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ، ثم يشد إليها سرائح ، نعله فإذا انفضت الخدمة انحلت السرائح وسقطت النعل ، فضرب ذلك مثلا لذهاب ما كانوا عليه وتفرقه ، وشبه اجتماع أمر العجم واتساقه بالحلقة المستديرة ، فلهذا قال : فض خدمتكم أي فرقها بعد اجتماعها . وقال أبو عبيد : هذا مثل ، وأصل الخدمة الحلقة المستديرة المحكمة ، ومنه قيل للخلاخيل خدام ; وأنشد :


                                                          كان منا المطاردون على الأخ     رى إذا أبدت العذارى الخداما



                                                          قال : فشبه خالد اجتماع أمرهم كان واستيثاقهم بذلك ، ولهذا قال : فض الله خدمتكم أي فرقها بعد اجتماعها . وابن خدام : شاعر قديم ، ويقال : ابن خذام ، بالذال المعجمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية