الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين يدعون أي: أولئك الآلهة الذين يدعوهم المشركون من المذكورين. يبتغون يطلبون لأنفسهم إلى ربهم ومالك أمورهم، الوسيلة القربة بالطاعة والعبادة. أيهم أقرب بدل من فاعل يبتغون، و "أي" موصولة، أي: يبتغي من هو أقرب إليه تعالى الوسيلة، فكيف بمن دونه؟ أو ضمن الابتغاء معنى الحرص، فكأنه قيل: يحرصون أيهم يكون أقرب إليه تعالى بالطاعة والعبادة، ويرجون رحمته بها ويخافون عذابه بتركها كدأب سائر العباد، فأين هم من كشف الضر فضلا عن الإلهية؟ إن عذاب ربك كان محذورا حقيقا بأن يحذره كل أحد حتى الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو تعليل لقوله تعالى: "ويخافون عذابه" وتخصيصه بالتعليل لما أن المقام مقام التحذير من العذاب، وأن بينهم وبين العذاب بونا بعيدا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية