الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2016 - مسألة : ولو أن رجلا تزوج امرأتين فأرضعتهما امرأة رضاعا محرما حرمتا جميعا وانفسخ نكاحهما ، إذ صارتا بذلك الرضاع أختين ، أو عمة وبنت أخ ، أو خالة وبنت أخت ، أو حريمة امرأة له ; لأنهما معا حدث لهما التحريم ، فلم تكن إحداهما أولى بالفسخ من الأخرى .

                                                                                                                                                                                          وكذلك لو دخل بهما فأرضعت إحداهما الأخرى رضاعا محرما ولا فرق ، فلو لم يدخل بهما فأرضعت إحداهما الأخرى رضاعا محرما انفسخ نكاح التي صارت أما للأخرى وبقي نكاح التي صارت لها ابنة صحيحا ; لأن الله تعالى قال : { وربائبكم اللاتي [ ص: 185 ] في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم } فصارت بنت امرأته التي لم يدخل بها ، ولا هي في حجره ، فثبت نكاحها ، وصارت الأخرى من أمهات نسائه ، فحرمت جملة - وبالله تعالى نتأيد .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية