الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب هديه- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الخوف

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في بيان عدد المرات والكيفيات التي صدرت منه- صلى الله عليه وسلم لصلاة الخوف على سبيل الإجمال

                                                                                                                                                                                                                              قال الإمام الحافظ الخطابي- رحمه الله تعالى- صلاها النبي- صلى الله عليه وسلم- في أيام مختلفة ، بأشكال متباينة يتحرى فيها ما هو الأحوط للصلاة ، والأبلغ للحراسة ، فهي على اختلاف صورها متفقة المعنى .

                                                                                                                                                                                                                              وحكى ابن القصار المالكي رحمه الله تعالى : «أنه- صلى الله عليه وسلم- صلاها عشر مرات» وقال القاضي أبو بكر بن العربي- رحمه الله تعالى- أربعا وعشرين مرة .

                                                                                                                                                                                                                              ونقل الترمذي عن الإمام أحمد أنه قال : ثبت في صلاة الخوف ستة أحاديث أو سبعة أيها فعل المرء جاز . ومال إلى ترجيح حديث سهل بن أبي حثمة ، وكذا رجحه الإمام الشافعي ، ولم يرجح الإمام إسحاق بن راهويه شيئا على شيء ، وبه قال ابن جرير وغير واحد منهم ابن المنذر وسرد ثمانية أوجه ، وكذلك ابن حبان في صحيحه ، وزاد تاسعا .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو محمد بن حزم- رحمه الله تعالى : صح فيها أربعة عشر وجها ، وبينها في جزء مفرد .

                                                                                                                                                                                                                              وقال القاضي أبو بكر بن العربي : جاء فيها روايات كثيرة أصحها ستة عشر رواية مختلفة . وذكر الإمام النووي- رحمه الله تعالى- نحوه في شرح مسلم ، ولم يبينها ، وبينها أبو الفضل العراقي- رحمه الله تعالى في «شرح الترمذي» وزاد وجها آخر ، فصارت سبعة عشر وجها وذكر أنه يمكن تداخلها .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في «زاد المعاد» : أصولها ست صفات ، وبينها بعضهم إلى أكثر فهؤلاء كلما رأوا [ ص: 243 ] اختلاف الرواة في قصة جعلوا ذلك وجها من فعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وإنما هو من اختلاف الرواة . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ- رحمه الله تعالى- وهذا هو المعتمد . وإليه أشار شيخنا العراقي بقوله :

                                                                                                                                                                                                                              لكن يمكن تداخلها .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : والستة المشار إليها في كلام الإمام أحمد حديث سهل ، وحديث ابن عمر ، وحديث أبي عياش الزرقي ، وحديث أبي بكرة ، وحديث جابر ، وحديث ابن عباس . [ ص: 244 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية