الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2574 ) فصل : إذا أخر رمي يوم إلى ما بعده ، أو أخر الرمي كله إلى آخر أيام التشريق ترك السنة ، ولا شيء عليه ، إلا أنه يقدم بالنية رمي اليوم الأول ثم الثاني ثم الثالث . وبذلك قال الشافعي وأبو ثور . وقال أبو حنيفة : إن ترك حصاة أو حصاتين أو ثلاثا إلى الغد رماها ، وعليه لكل حصاة نصف صاع ، وإن ترك أربعا رماها ، وعليه دم . ولنا ، أن أيام التشريق وقت للرمي ، فإذا أخره من أول وقته إلى آخره لم يلزمه شيء ، كما لو أخر الوقوف بعرفة إلى آخر وقته ، ولأنه وقت يجوز الرمي فيه ، فجاز لغيرهم كاليوم الأول .

                                                                                                                                            قال القاضي : ولا يكون رميه في اليوم الثاني قضاء ; لأنه وقت واحد . وإن كان قضاء فالمراد به الفعل ، كقوله : ( ثم ليقضوا تفثهم ) . وقولهم : قضيت الدين . والحكم في رمي جمرة العقبة إذا أخرها ، كالحكم في رمي أيام التشريق ، في أنها إذا لم ترم يوم النحر رميت من الغد . وإنما قلنا : يلزمه الترتيب بنيته ; لأنها عبادات يجب الترتيب فيها ، مع فعلها في أيامها ، فوجب ترتيبها مجموعة ، كالصلاتين المجموعتين والفوائت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية