الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (69) قوله : تلقف : قرأ العامة بفتح اللام وتشديد القاف وجزم الفاء على جواب الأمر. وقد تقدم أن حفصا يقرأ "تلقف" بسكون اللام وتخفيف القاف. وقرأ ابن ذكوان هنا "تلقف" بالرفع: إما على الحال، [ ص: 75 ] وإما على الاستئناف. وأنث الفعل في "تلقف" حملا على معنى "ما" لأن معناها العصا، ولو ذكر ذهابا إلى لفظها لجاز، ولم يقرأ به.

                                                                                                                                                                                                                                      [وقال أبو البقاء: "يجوز أن يكون فاعل "تلقف" ضمير موسى" فعلى هذا يجوز أن يكون "تلقف" في قراءة الرفع حالا من "موسى" . وفيه بعد].

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "كيد ساحر" العامة على رفع "كيد" على أنه خبر "إن" و "ما" موصولة. و "صنعوا" صلتها، والعائد محذوف، والموصول هو الاسم، والتقدير: إن الذي صنعوه كيد ساحر. ويجوز أن تكون "ما" مصدرية فلا حاجة إلى العائد، والإعراب بحاله. والتقدير: إن صنعهم كيد ساحر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ مجاهد وحميد وزيد بن علي "كيد" بالنصب على أنه مفعول به، و "ما" مزيدة مهيئة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الأخوان "كيد سحر" على أن المعنى: كيد ذوي سحر، أو جعلوا نفس السحر مبالغة، أو تبيين للكيد; لأنه يكون سحرا وغير سحر، كما تميز سائر الأعداد بما يفسرها نحو "مئة درهم، وألف دينار". ومثله: علم فقه، [ ص: 76 ] وعلم نحو. وقال أبو البقاء: "كيد ساحر" إضافة المصدر إلى الفاعل و "كيد سحر" إضافة الجنس إلى النوع".

                                                                                                                                                                                                                                      والباقون "ساحر". وأفرد ساحرا، وإن كان المراد به جماعة. قال الزمخشري: "لأن القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية، لا إلى معنى العدد، فلو جمع لخيل أن المقصود هو العدد".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية