الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (71) قوله : فلأقطعن : قد تقدم نحو ذلك. و "من خلاف" حال أي: مختلفة. و "من" لابتداء الغاية، وقد تقدم أيضا تحرير هذا وما قرئ به هناك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "في جذوع النخل" يحتمل أن يكون حقيقة، وفي التفسير: أنه نقر جذوع النخل حتى جوفها، ووضعهم فيها، فماتوا جوعا وعطشا، وأن يكون مجازا، وله وجهان، أحدهما: أنه وضع حرفا مكان آخر. والأصل: على جذوع النخل كقول الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      3303 - بطل كأن ثيابه في سرحة يحذى نعال السبت ليس بتوءم



                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه شبه تمكنهم بتمكن من حواه الجذع واشتمل عليه. ومن تعدي "صلب" بـ "في" قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 77 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3304 - وقد صلبوا العبدي في جذع نخلة     فلا عطست شيبان إلا بأجدعا



                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أينا أشد" مبتدأ وخبر. وهذه الجملة سادة مسد المفعولين إن كانت "علم" على بابها، ومسد واحد إن كانت عرفانية. ويجوز على جعلها عرفانية أن تكون "أينا" موصولة بمعنى الذي، وبنيت لأنه قد أضيفت، وحذف صدر صلتها، و "أشد" خبر مبتدأ محذوف. والجملة من ذلك المبتدأ وهذا الخبر صلة لـ "أي" و "أي" وما في حيزها في محل نصب مفعولا بها، كقوله تعالى: "ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن" في أحد أوجهه كما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية