الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 123 ] 20 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في المراد بقول الله تعالى : ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون

132 - حدثنا يونس ، أخبرني أنس بن عياض الليثي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير ، قال : { لما نزلت هذه الآية : إنك ميت وإنهم ميتون إلى قوله تختصمون قال الزبير : يا رسول الله ، أيكرر علينا ما كان في الدنيا مع خواص الذنوب ؟ قال : نعم ، حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه } .

حدثنا أبو أمية ، حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي ، حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر قال : نزلت هذه الآية وما نعلم في أي شيء نزلت : [ ص: 124 ] ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال قائل : من نخاصم وليس بيننا وبين أهل الكتاب خصومة ، فمن نخاصم ؟ حتى وقعت الفتنة فقال ابن عمر : هذا ما وعدنا ربنا نختصم فيه .

قال أبو جعفر : فتوهم متوهم أن ما في هذين الحديثين قد أوجب تضادا لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبب الذي كان فيه نزول هذا الآية ، فتأملنا ذلك فوجدناه بحمد الله ونعمته خاليا من ذلك ؛ لأن حديث ابن عمر منهما إنما فيه ما كان من قولهم عند نزول الآية ، وما تبين به عند حدوث الفتنة أنه المراد فيها ، وكان ذلك تأويلا منه لا حكاية منه إياه ، سماعا من رسول الله عليه السلام ، وكان ما في حديث الزبير جوابا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه لما سأله عما ذكر من سؤاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يسأله إياه عنه في حديثه ، وجواب رسول الله عليه السلام عنه مما أجابه به ، ولم يضاده غيره مما في حديث ابن عمر ، ولا مما سواه فيما علمناه ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية