الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا سأل موسى - عليه السلام - الخضر سؤال التلطف المستأذن في الاتباع؛ فلم يرد أن يظهر بمظهر المقحم لنفسه؛ المتهجم بها؛ وقد قال القرطبي : "هذا سؤال الملاطف؛ والمخاطب المستنزل؛ المبالغ في حسن الأدب "؛ المعنى: هل يتفق لك؛ ويخف عليك؟ وهذا بلا ريب تعليم لآداب الصحبة أنها تكون باتفاق النفوس؛ وتلاقي القلوب؛ والاستفهام لبيان إرادة الاتباع؛ في أبلغ أدب؛ وبين سبب ذلك الطلب؛ فقال: على أن تعلمني مما علمت رشدا و "رشدا "؛ مفعول لـ "تعلمني "؛ أي: أتبعك على أن تعلمني رشدا مما علمت؛ و "على "؛ تفيد الشرط؛ أي أن هذا الاتباع لغاية; ولذا كان شرطها "أن تعلمني رشدا مما علمك الله (تعالى) "؛ وبني الفعل للمجهول; لأن المجهول في اللفظ معلوم في الحقيقة؛ فقد سبق قوله (تعالى): وعلمناه من لدنا علما وتوقع الخضر - عليه السلام - ألا يصبر; لأنه ستقع منه أمور غريبة في ظاهرها؛ ولا يصبر أحد على الغريب من غير أن يتعرفه؛ فقال (تعالى): [ ص: 4560 ] /

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية