الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

فمن الحوادث فيها:

أن أهل باب البصرة شرعوا في بناء القنطرة الجديدة في صفر ، ونقلوا الآجر في أطباق الذهب والفضة وبين أيديهم البوقات والدبادب ، وجاء إليهم أهل المحال وأهل باب الأزج فاجتازوا بامرأة تسقي الماء ، فجعلوا يتناولون منها ويقولون: السبيل [فاتفق أنه] جاز سعد الدولة ، فاستغاثت المرأة إليه ، فأمر بإبعادهم عنها ، فضربهم الأتراك بالمقارع ، فجذبوا سيوفهم وضربوا وجه فرس بنمياز حاجبه فرمته ، فحمل سعد الدولة الحنق فصعد من سميريته راجلا ومعه النشاب ، فحمل عليهم أحدهم ، فطعنه بأسفل القطعة فخبطه في الماء والطين ، وحرصوا أن يقع هذا الرجل فما قدروا عليه ، وأخذ ثمانية من القوم لم يكن معهم سلاح فقتل واحد ، وقطعت أعصاب ثلاثة .

وفي ربيع الآخر: بنى أهل الكرخ عقدا لأنفسهم .

وفي هذا الشهر: ابتاع تركي من أصحاب خاتون زوجة الخليفة من طواف شيئا ، فتنابذا فضربه [التركي] فشجه ، فاستغاثت العامة ، فخرج توقيع الخليفة بإبعاد [ ص: 278 ] الأتراك أصحاب خاتون من الحريم ، وأن لا يبيت أحد منهم فيه . فأخرجوا من ساعتهم على أقبح صورة ، فباتوا بدار المملكة .

وفي هذه السنة: فتح ملك شاه سمرقند .

وفيها: حج الوزير أبو شجاع واستناب ابنه أبا منصور وطراد بن محمد الزينبي .

التالي السابق


الخدمات العلمية