الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            905 - من أنظر معسرا ووضع له ، أظله الله في ظله

                                                                                            2271 - أخبرني أبو بكر بن إسحاق ، أنبأ علي بن عبد العزيز ، ثنا محمد بن عباد المكي ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهد ، عن عبادة بن الصامت قال : خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبو اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه غلام له ، وعليه برد معافري وعلى غلامه برد [ ص: 327 ] معافري ومعه ضبارة صحف ، فقال له أبي : كأني أرى في وجهك سفعة من غضب . قال : أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال ، فأتيت أهله ، فقلت إثم هو ؟ قالوا : لا ، فخرج ابن له فقلت له : أين أبوك ؟ قال : سمع كلامك فدخل أريكة أمي . فقلت : اخرج فقد علمت أين أنت ، فخرج إلي فقلت له ما حملك على أن اختبأت مني . قال : أنا والله أحدثك ولا أكذبك ، خشيت والله أن أحدثك فأكذبك ، أو أعدك فأخلفك ، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : آلله ، وكنت والله معسرا ؟ فقلت : آلله . قال : آلله . فقلت : آلله . قال : آلله . قال : فنشر الصحيفة ومحا الحق ، وقال إن وجدت قضاء فاقض ، وإلا فأنت في حل ، فأشهد لبصرت عيناي هاتان ، ووضع إصبعيه على عينيه ، وسمعت أذناي هاتان ووضع إصبعيه في أذنيه ، ووعاه قلبي ، فأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من أنظر معسرا ووضع له ، أظله الله في ظله " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . وكذلك روي مختصرا عن زيد بن أسلم وربعي بن حراش وحنظلة بن قيس كلهم عن أبي اليسر .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية