الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة في الآية الخامسة قوله تعالى : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } .

                                                                                                                                                                                                              الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وقد يكون محرما وقد يكون مكروها شرعا ، وقد يكون مكروها عادة ، فإن كان غلبه عادة على أهله فهو ظلم محرم ، وإن كان سأله إياها فهو ظلم مكروه شرعا وعادة ، ولكن لا إثم عليه فيه

                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة في تقييد ما ذكره المفسرون في هذه القصة ، وهو مروي عنهم بألفاظ [ ص: 42 ] مختلفة ، وأحوال متفاوتة ; أمثلها أن داود حدثته نفسه إذ ابتلي أن يعتصم ، فقيل له . إنك ستبتلى وتعلم الذي تبتلى فيه ، فخذ حذرك ; فأخذ الزبور ودخل المحراب ، ومنع من الدخول عليه ; فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون ، وجعل يدرج بين يديه ، فهم أن يتناوله بيده ، فاستدرج حتى وقع في كوة المحراب ، فدنا منه ليأخذه ، فطار فاطلع ليبصره فأشرف على امرأة تغتسل ، فلما رأته غطت جسدها بشعرها ، فوقعت في قلبه ، وكان زوجها غازيا في سبيل الله ، فكتب داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت ، إما أن يفتح الله عليهم ، وإما أن يقتلوا . فقدمه فيهم ، فقتل . فلما انقضت عدتها خطبها داود ، فاشترطت عليه إن ولدت غلاما أن يكون الخليفة من بعده ، وكتبت عليه بذلك كتابا ، وأشهدت عليه خمسين رجلا من بني إسرائيل ، فلم تستقر نفسه حتى ولدت سليمان ، وشب وتسور الملكان وكان من قصتها ما قص الله تعالى في كتابه . { قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية