الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة الزمر

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 351 ] قوله تعالى : تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم . قد دل استقراء القرآن العظيم ، على أن الله جل وعلا ، إذا ذكر تنزيله لكتابه ، أتبع ذلك ببعض أسمائه الحسنى ، المتضمنة صفاته العليا .

                                                                                                                                                                                                                                      ففي أول هذه السورة الكريمة ، لما ذكر تنزيله كتابه ، بين أن مبدأ تنزيله كائن منه جل وعلا ، وذكر اسمه الله ، واسمه العزيز ، والحكيم ، وذكر مثل ذلك في أول سورة الجاثية ، في قوله تعالى : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين [ 45 \ 1 - 3 ] ، وفي أول سورة الأحقاف في قوله تعالى : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق الآية [ 46 \ 1 - 3 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تكرر كثيرا في القرآن ، ذكره بعض أسمائه وصفاته ، بعد ذكر تنزيل القرآن العظيم ، كقوله في أول سورة حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير [ 40 \ 1 - 3 ] وقوله تعالى في أول فصلت : حم تنزيل من الرحمن الرحيم [ 41 \ 1 - 2 ] . وقوله تعالى في أول هود : الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير [ 11 \ 1 ] وقوله في فصلت : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [ 41 \ 41 - 42 ] وقوله تعالى في صدر يس تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم [ 36 \ 5 - 6 ] وقوله تعالى : وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين الآية [ 26 \ 192 - 193 ] . وقوله تعالى : تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل الآية [ 69 \ 43 - 44 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يخفى أن ذكره جل وعلا هذه الأسماء الحسنى العظيمة ، بعد ذكره تنزيل هذا القرآن العظيم ، يدل بإيضاح ، على عظمة القرآن العظيم ، وجلالة شأنه وأهمية نزوله ، [ ص: 352 ] والعلم عند الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية