الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا الإشارة إلى الأمر الأخير؛ وهو قوله: لو شئت لاتخذت عليه أجرا أي أنه ترك الأجر لقوم غير كرام؛ بل هم لئام؛ وذلك يدل على أن مغبة عدم الأجر ترجع إليه؛ لأنه لم يشأ أن يطلبه؛ كأنه بهذا يشير إلى أن كثرة المجاوبات؛ وعدم الصبر؛ هو الذي كان سبب الفراق بيني وبينك؛ أي أن هذا هو الحد الفاصل بيننا؛ ويصح أن تكون الإشارة إلى النهي عن المصاحبة؛ إذا سأله؛ فقد قال موسى: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني ومهما يكن ما يشير إليه اسم الإشارة؛ فالمعنى أن ذلك هو الحد الفاصل الذي فرق بينهما في هذه الصحبة؛ فهو إيذان بانتهاء المصاحبة التي كان منها ذلك التعليم مما علمه الله (تعالى).

                                                          وبعد أن أنهى المكالمات بينهما؛ أخبره بسبب ما فعل؛ أو الغاية؛ والمآل من فعله؛ فقال: سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا "الإنباء ": الإخبار بالأخبار الخطيرة؛ و "التأويل "؛ معناه: معرفة المآل؛ والسين للإخبار المؤكد في المستقبل؛ وقوله [ ص: 4568 ] (تعالى): ما لم تستطع عليه صبرا قدم "عليه "؛ على "صبرا "؛ لأن ذلك أدعى للاهتمام.

                                                          أخذ بعد ذلك ينبه بالسفينة؛ ثم بقتل الغلام؛ ثم بإقامة الجدار؛ فقال (تعالى):

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية