الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (107) قوله : لا ترى فيها عوجا : يجوز في هذه الجملة أن تكون مستأنفة، وأن تكون حالا من الجبال، ويجوز أن تكون صفة للحال المتقدمة وهي "قاعا" على أحد التأويلين، أو صفة للمفعول الثاني على التأويل الآخر.

                                                                                                                                                                                                                                      والعوج: تقدم الكلام عليه. قال الزمخشري هنا: "فإن قلت: قد [ ص: 106 ] فرقوا بين العوج والعوج. قالوا: العوج بالكسر في المعاني، وبالفتح في الأعيان، والأرض عين، فكيف صح فيها كسر العين؟ قلت: اختيار هذا اللفظ له موقع حسن بديع في وصف الأرض بالاستواء والملاسة ونفي الاعوجاج عنها، على أبلغ ما يكون: وذلك أنك لو عمدت إلى قطعة أرض فسويتها، وبالغت في التسوية على عينك وعيون البصراء، واتفقتم على أنه لم يبق فيها اعوجاج قط، ثم استطلعت رأي المهندس فيها وأمرته أن يعرض استواءها على المقاييس الهندسية لعثر فيها على عوج في غير موضع، لا يدرك ذلك بحاسة البصر، ولكن بالقياس الهندسي، فنفى الله تعالى ذلك العوج الذي دق ولطف عن الإدراك، اللهم إلا بالقياس الذي يعرفه صاحب التقدير الهندسي. وذلك الاعوجاج كما لم يدرك إلا بالقياس دون الإحساس لحق بالمعاني فقيل فيه "عوج" بالكسر".

                                                                                                                                                                                                                                      والأمت: النبو اليسير. يقال: مد حبله حتى ما فيه أمت. وقيل: الأمت: التل، وهو قريب من الأول. وقيل: الشقوق في الأرض. وقيل: الآكام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية