الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (108) قوله : يومئذ : منصوب بـ "يتبعون". وقيل: بدل من "يوم القيامة". قاله الزمخشري. وفيه نظر للفصل الكثير. وأيضا فإنه يبقى "يتبعون" غير مرتبط بما قبله، وبه يفوت المعنى. والتقدير: يوم إذ نسفت الجبال.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لا عوج له" يجوز أن تكون الجملة مستأنفة، وأن تكون حالا من [ ص: 107 ] "الداعي". ويجوز أن تكون الجملة نعتا لمصدر محذوف تقديره: يتبعونه اتباعا لا عوج له. والضمير في "له" فيه أوجه، أظهرها: أنه يعود على الداعي أي: لا عوج لدعائه بل يسمع جميعهم، فلا يميل إلى ناس دون ناس. وقيل: هو عائد على ذلك المصدر المحذوف أي لا عوج لذلك الاتباع. الثالث: أن في الكلام قلبا. تقديره لا عوج لهم عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إلا همسا" مفعول به وهو استثناء مفرغ. والهمس: الصوت الخفي. قيل: هو تحريك الشفتين دون نطق. قال الزمخشري: "هو الركز الخفي. ومنه الحروف المهموسة". وقيل: هو ما يسمع من وقع الأقدام على الأرض. ومنه همست الإبل: إذا سمع ذلك من وقع أخفافها على الأرض قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3319 - وهن يمشين بنا هميسا ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية