الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في الاستسقاء والمطر والسحاب والريح والرعد والصواعق

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في آدابه- صلى الله عليه وسلم- قبل الصلاة

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في خروجه إلى المصلى متبذلا متواضعا متضرعا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام الشافعي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استسقى بالمصلى ، فصلى ركعتين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة ، إلا الإمام مالكا ، والشيخين عنه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج متبذلا متواضعا متضرعا متخشعا حتى أتى المصلى» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في استسقائه- صلى الله عليه وسلم- عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء ، وهو خارج باب المسجد الذي يدعى اليوم باب السلام نحو قذفة حجر تنعطف عن يمين الخارج من المسجد .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والثلاثة عن عمير مولى آبي اللحم- رضي الله تعالى عنهما- «أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبل بياض كفيه إلى وجهه» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه محمد بن إبراهيم قال : «أخبرني من رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفه» .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في تحويله- صلى الله عليه وسلم- رداءه .

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري ، عن عباد بن تميم ، عن عمه ، قال : «خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- يستسقي ، وحول رداءه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عنه أيضا عن عبد الله بن زيد «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- استسقى فقلب رداءه» . [ ص: 337 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية