الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (111) قوله : وعنت الوجوه : يقال: عنا يعنو إذا ذل وخضع. وأعناه غيره أي: أذله. ومنه العناة جمع عان. وهو الأسير قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3320 - فيا رب مكروب كررت وراءه وعان فككت الغل عنه ففداني



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أمية بن أبي الصلت:


                                                                                                                                                                                                                                      3321 - مليك على عرش السماء مهيمن     لعزته تعنو الوجوه وتسجد



                                                                                                                                                                                                                                      وفي الحديث: "فإنهن عوان".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وقد خاب" يجوز أن تكون هذه الجملة مستأنفة، وأن تكون حالا، ويجوز أن تكون اعتراضا. قال الزمخشري: "وقد خاب وما بعده اعتراض [ ص: 109 ] كقولك: خابوا وخسروا، وكل من ظلم فهو خائب خاسر"، ومراده بالاعتراض هنا أنه خص الوجوه بوجوه العصاة حتى تكون الجملة قد دخلت بين العصاة وبين "ومن يعمل من الصالحات" فهذا عنده قسيم "وعنت الوجوه" فلهذا كان اعتراضا. وأما ابن عطية فجعل الوجوه عامة، فلذلك جعل "وقد خاب من حمل ظلما" معادلا بقوله: "ومن يعمل من الصالحات" إلى آخره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية