الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      حميد بن زنجويه ( د ، س )

                                                                                      الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد ، واسمه حميد بن مخلد بن قتيبة ، [ ص: 20 ] الأزدي النسائي ، صاحب كتاب " الترغيب والترهيب " ، وكتاب " الأموال " وغير ذلك .

                                                                                      مولده في حدود سنة ثمانين ومائة .

                                                                                      سمع النضر بن شميل ، وجعفر بن عون ، ويزيد بن هارون ، وسعيد بن عامر الضبعي ، ووهب بن جرير ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وروح بن أسلم ، ومؤمل بن إسماعيل ، وعبيد الله بن موسى ، وعبد الله بن صالح الكاتب ، وخلقا كثيرا .

                                                                                      حدث عنه : أبو داود ، والنسائي في كتابيهما ، وإبراهيم الحربي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، ومسلم ، ولكن ما وقع له شيء في " صحيحيهما " ، وأبو العباس السراج ، وابن صاعد ، ومحمد بن جرير ، ومحمد بن خريم المري ، وعبد الله بن عتاب بن الزفتي ، ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، وآخرون . وكان أحد الأئمة المجودين .

                                                                                      قال النسائي : ثقة .

                                                                                      وقال أبو حاتم البستي : هو الذي أظهر السنة بنسا . [ ص: 21 ]

                                                                                      قال : ومات سنة سبع وأربعين ومائتين .

                                                                                      قال أبو عبيد القاسم بن سلام : ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل حميد بن زنجويه ، وأحمد بن شبويه .

                                                                                      قلت : آخر أصحابه موتا القاضي أبو عبد الله المحاملي .

                                                                                      وذكره الحاكم ، فقال : أبو أحمد كثير الحديث ، قديم الرحلة إلى الحجاز . ومصر ، والشام . والعراقين . . . إلى أن قال : روى عنه بالعراق إماما الحديث : إبراهيم الحربي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، إلى أن قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي : حدثنا حميد بن زنجويه النسائي بنيسابور سنة سبع وعشرين ومائتين .

                                                                                      وقال أبو القاسم في " شيوخ النبل " : مات سنة إحدى وخمسين ومئتين ، ويقال : سنة ثمان وأربعين ومائتين .

                                                                                      قلت : ارتحل في آخر عمره ناشرا لعلمه إلى أن وصل إلى مصر ، ثم خرج منها ، فأدركته المنية في سنة إحدى وخمسين . هذا الصحيح في وفاته .

                                                                                      سمعت أبا الحجاج الحافظ يقول لشيخنا أبي الفضل أحمد بن هبة الله في سنة ست وتسعين وستمائة : أخبركم أبو الغنائم المسلم أحمد [ ص: 22 ] بن علي المازني سنة ثمان وعشرين وستمائة فأقر به ، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ببعلبك أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا حميد بن زنجويه النسوي ، حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة . يقول الصيام : يا رب ، إني منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار ، فشفعني فيه ، ويقول القرآن : يا رب ، إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان فيه إسناده لين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية