الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ورد الله الذين كفروا بغيظهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ورد الله الذين كفروا بغيظهم قال : الأحزاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ورد الله الذين كفروا بغيظهم قال أبو سفيان وأصحابه : لم ينالوا خيرا . قال لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفرا، وكفى الله المؤمنين القتال قال : انهزموا بالريح من غير قتال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : وكفى الله المؤمنين القتال قال : بالجنود من عنده، والريح التي بعث عليهم، [ ص: 14 ] وكان الله قويا في أمره عزيزا في نقمته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب قال : لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وأصحابه بضع عشرة ليلة، حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب، وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إنك إن تشأ لا تعبد" . فبينما هم على ذلك إذ جاء نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان جميعا، فخذل بين الناس، فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال، فذلك قوله : وكفى الله المؤمنين القتال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن جابر قال : لما كان يوم الأحزاب ردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من يحمي أعراض المسلمين؟ قال كعب : أنا يا رسول الله . وقال ابن رواحة : أنا يا رسول الله . فقال : إنك تحسن الشعر" . وقال حسان : "أنا يا رسول الله . فقال : نعم، اهجهم أنت؛ فإنه سيعينك عليهم روح القدس" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ هذا الحرف : وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية