الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (129) قوله : وأجل مسمى : في رفعه وجهان، أظهرهما: عطفه على "كلمة" أي: ولولا أجل مسمى لكان العذاب لازما لهم. [ ص: 121 ] الثاني: - جوزه الزمخشري- وهو أن يكون مرفوعا عطفا على الضمير المستتر. والضمير عائد على الأخذ العاجل المدلول عليه بالسياق. وقام الفصل بالجر مقام التأكيد. والتقدير: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم، كما كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل.

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: فقد جعل اسم "كان" عائدا على ما دل عليه السياق، إلا أنه قد تشكل عليه مسألة: وهو أنه قد جوز في "لزام" وجهين، أحدهما: أن يكون مصدر لازم كالخصام، ولا إشكال على هذا.

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن يكون وصفا على فعال بمعنى مفعل أي: ملزم، كأنه آلة اللزوم لفرط لزومه كما قالوا: لزاز خصم، وعلى هذا فيقال: كان ينبغي أن يطابق في التثنية فيقال: لزامين بخلاف كونه مصدرا فإنه يفرد على كل حال.

                                                                                                                                                                                                                                      وجوز أبو البقاء أن يكون "لزاما" جمع لازم كقيام جمع قائم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية