الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "؛ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والاستفهام للتقرير؛ فكأنهم سئلوا؛ فأجابوا مقررين بأنهم الأخسرون أعمالا؛ و "الأخسرون "؛ جمع "أخسر "؛ وهو أفعل تفضيل؛ يراد به الذين بلغوا من الخسران أقصاه؛ فلا خسارة فوق خسارتهم؛ أو أنهم - بالنسبة للمؤمنين - أكثر خسارة؛ لأن المؤمنين إن خسروا في الدنيا متاعها؛ فأولئك خسروا ما هو أعظم؛ وهو متاع الآخرة؛ وكان في ذلك موازنة بين حال المؤمنين؛ وحال الكافرين؛ فالمؤمنون - وإن كانوا قد فقدوا بعض متاع الدنيا - ففي مقابل ذلك فقد الكافرون متاع الآخرة؛ فكانوا الأخسرين حقا وصدقا؛ وخسارة المؤمنين لا تذكر - بجوار خسارتهم -؛ وقد ذكر - سبحانه - ركن الخسارة؛ وقوامها؛ فقال - عز من قائل -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية