الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (135) و "متربص" خبر " كل " ، أفرد حملا على لفظ "كل".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من أصحاب" يجوز في "من" هذه وجهان، أظهرهما: أن تكون استفهامية مبتدأة، و "أصحاب" خبره. والجملة في محل نصب سادة مسد المفعولين. والثاني - ويعزى للفراء- أن تكون موصولة بمعنى الذين. و "أصحاب" خبر مبتدأ مضمر أي: هم أصحاب، وهذا على مقتضى مذهبهم، يحذفون مثل هذا العائد وإن لم تطل الصلة. ثم "علم" يجوز أن تكون عرفانية فتكتفي بهذا المفعول، وأن تكون على بابها فلا بد من تقدير ثانيهما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة: "السوي" على وزن فعيل بمعنى المستوي. وقرأ أبو مجلز وعمران بن حدير "السواء" بفتح السين والمد، بمعنى الوسط الجيد. وقرأ يحيى بن يعمر والجحدري "السوأى" على فعلى باعتبار أن الصراط يذكر ويؤنث. وقرأ ابن عباس "السوء" بفتح السين بمعنى الشر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 127 ] وروي عنهما "السوى" بضم السين وتشديد الواو. ويحتمل ذلك وجهين، أحدهما: أن يكون قلب الهمزة واوا، وأدغم الواو في الواو، وأن يكون فعلى من السواء. وأصله السويا فقلبت الياء واوا وأدغم أيضا. وكان قياس هذه السيا; لأنه متى اجتمع ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وهنا فعل بالعكس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ "السوي" بضم السين وفتح الواو وتشديد الياء تصغير "سوء" قاله الزمخشري. قال الشيخ: "وليس بجيد إذ لو كان كذلك لثبتت همزة "سوء". والأجود أن يكون تصغير "سواء"، كقولهم عطي في عطاء". قلت: وقد جعله أبو البقاء أيضا تصغير السوء يعني بفتح السين. ويرد عليه ما تقدم إيراده على الزمخشري، وإبدال مثل هذه الهمزة جائز فلا إيراد.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ومن اهتدى" فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أن تكون استفهامية، وحكمها كالتي قبلها إلا في حذف العائد. الثاني: أنها في محل رفع على ما تقدم في الاستفهامية. الثالث: أنها في محل جر نسقا على "الصراط" أي: وأصحاب من اهتدى. وعلى هذين الوجهين تكون موصولة، قال أبو البقاء في الوجه الثاني: "وفيه عطف الخبر على الاستفهام، وفيه تقوية قول الفراء" يعني أنه إذا جعلها موصولة كانت خبرية".[تمت بعونه سورة طه].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية